مشاركة :

| مختارات
Logo

هل طالت لعنة بشار حلفاءه في لبنان - الأستاذ عبد الرحمن جليلاتي

انتهت الانتخابات اللبنانية أمس بإعلان نتائج غير متوقعة على النظام السوري، حيث خسر العديد من المحسوبين عليه أو من تربطهم به علاقة شخصية مقاعدهم في البرلمان اللبناني، وبهذه النتيجة يكون نفوذ النظام السوري متجهاً إلى مزيد من التقلص بعد عقود من التدخل بالساحة اللبنانية

وأبرز الأسماء التي خسرت مقاعدها والمعروفة بولائها الشديد للنظام السوري وئام وهاب وفيصل كرامي وطلال أرسلان وإيلي فرزلي، ومن أبرز الكتل التي تداعت لحد كبير تيار المردة بقيادة سليمان فرنجية إذ من أصل خمسة نواب لم تحصل إلا على نائب واحد فقط

وعند استعراض النتائج نرى أن كتلة التيار الوطني الحر احتفظت ب22 نائباً  كما كانت وكذلك حزب الله احتفظ ب13 نائباً وهي عدد المقاعد التي كان يشغلها سابقاً

وهذا ربما يعكس بشكل واضح خلافات بوجهة نظر كلا الحليفين السوري والإيراني بما يخص الملف اللبناني وتباين المواقف، إذ تشير بعض التقارير إلى أن بشار كان قد طلب في زيارته الأخيرة لطهران من خامنئي أن يتدخل شخصياً لمنع حدوث كارثة كالتي حدثت إلا أن المرشد لم يعط أي ردة فعل أو وعود بهذا الشأن

أما بالنسبة لنا فإن أي انحسار لنفوذ هذا النظام يصب في مصلحة السوريين، وأي تزعزع في جبهة حلفائه سينعكس إيجابياً على حالة الجمود التي تحيط بالملف السوري دولياً وإقليمياً.

لقد باتت الساحة اللبنانية اليوم منقسمة إلى قسمين، قسم تحت النفوذ الإيراني والقسم الآخر خليط من الوطنين الذين يريدون تحييد لبنان عن الصراعات الطائفية والانحيازات أو الاصطفافات الأقلوية في المنطقة.

وبمعنى أعمق فقد يزداد تزعزع تحالف الأقليات في المنطقة، وبناء على قراءة تاريخية لمثل هذه الأحداث فإن النظام والذي يخدم هذا التحالف كان دائماً عندما يتعرض لمثل هذه الخسارة يرد بشكل عنيف يتمثل بإغتيالات تطال أسماء كبيرة من السياسيين، لكنه اليوم باعتقادي أضعف من أن يقوم بمثل هذه التصرفات بمعزل عن حلفائه على الساحة اللبنانية، ومن غير المنطقي أن تورط إيران نفسها عبر أذرعها اللبنانية بتحركات كبيرة كهذه في مثل هذه اللحظات الحرجة لها إذ هي على أعتاب توقيع اتفاق تاريخي يضمن لها سيولة نقدية تستطيع من خلالها دعم اقتصادها الذي يعاني من ضغوطات كبيرة، ما يمنحها قدرة على لملة الساحة الداخلية التي تشهد حراكاً مناوءاً للنظام وخروج مظاهرات شملت محافظات عدة.

بالنهاية فإن موقف النظام اليوم صعب وخياراته ضيقة، فقد ثبّت مكانه في تحالف الأقليات بقوة الإرهاب والسطوة، وهو يفقدها اليوم شيئاً فشيئاً، فهل سيتوقف هذا التحالف الشيطاني عن دعمه مستقبلاً؟ أعتقد أننا سنعرف الجواب على هذا التساؤل قريباً جداً.

Logo

حركة سورية الأم - الموقع الرسمي
للتواصل معنا : info@omsyrm.com

حركة سورية الأم حركة وطنية مجتمعية ذات تأثير سياسي ، وتوجه نابع من الفكر السوري الوسطي ، تسعى لإنقاذ سورية وبنائها ، وتعزيز الحاضنة الوطنية ، وهدم الاستبداد ، و تعبر عن طموح الشعب السوري في بناء دولة المواطنة وسيادة القانون ، وتحقيق آماله في الحرية والكرامة . تؤمن الحركة بأن سورية كنز إنساني ، وأن الشعب السوري شعب حي عريق وله دور حضاري تجديدي وفريد.

© Copyright 2024 Our Mother Syria Movement , All rights reserved.